الجمعة، 22 أكتوبر 2021

{الاصالة / الحداثة صراع الغياب والحضور } / محض رأي ..للأستاذ القدير باسم العراقي

{الاصالة / الحداثة صراع الغياب والحضور } / محض رأي الحداثة الادبية العربية ليست ترفاً ،ولاهي عجز عن اعتماد ايقاعات البحور العروضية كبنية نغمية لنصوصها الشعرية . وقبل الاسترسال اود ان اتطرق الى ( نزعة الحداثة ) التي سكنت روع وفكر كبار اعلام الادب والشعر في تاريخنا الادبي مما يدلل على ان الحداثة ليست بدعةاو هروباً من ( قيودالفراهيدي العروضية ): ـ المبرد: خصص كتابا كاملا عنوانه «الروضة» . ذكر فيه «وليس لقِدَمِ العهدِ يُفضَّلُ القائل، ولا لحَدَثان عهدٍ يُهتضَم المصيب، ولكن يُعطى كلٌّ ما يستحق ». ـ ابن قتيبة: أكد على أهمية النص الشعري بذاته ( اي دون الاهتمام بمرجعياته ) بصرف النظر عن قائله وعن الزمن الذي قيل فيه. ـ ابن جني : دافع عن المتنبي مشيرا إلى أن الحداثة قيمة بذاتها، مؤكدا على الفرادة والإبداع. ـ ابن رشيق القيرواني صاحب كتابة ( العمدة ) : ذهب إلى ان (اللفظ ) للأقدمين و(المعنى ) للمحدثين. ـ بشار بن برد : يعد أول المحدثين بالمعنى الإبداعي ،والخروج على عمود الشعر ـ أبو نواس وأبو تمام : رفضا تقليد القديم , باختلاف مسلك كلا منهما حيث جعل الاول (الحياة/الشعر ) متطابقين متفاعلين ، وتجاوز الثاني شعره العالم الواقعي.وهما هنا جاءا "بالمحدث" في مفهوم الشعرالعربي ـ هناك نواع تعبيرية فنية أخرى لها ايقاعاتها الخاصة المبتكرة( او المتأثرة بما هو سائد من بُنى ايقاعية في بيئتها الاندلسية) وهي لاتمت للعروض بصلة، ومنها (الموشح ،الدوبيت ،الكان كان ،الزجل والمواليا). أن الحداثة في ادبنا العربي هي نتاج التغير المكزماني الذي شهدته الحياةالاجتماعية، السياسية والاقتصادية، للشعوب العربية عبر تاريخها سلباً ( بفعل تضافر عوامل الانحطاط الحضاري و توالي الازمات جراء صراعاتها الداخلية وتعرضهاللاعتداءات والاحتلالات الخارجية )،او ايجاباً ( تلاقحهم الثقافي مع شعوب المعمورة)، واقعاً لم يعهده العرب في ماضيهم ،تغيُّر مثَّل الظرفَ الموضوعي المحفز لظهور ماهو غير مسبوق في حياةالمجتمعات العربية من ( افكار،صراعات طبقية ، قبلية ، دينية ، سلوكية وغيرها ) مثلت تحدياتٍ هددت ،ومازالت ، هويتهم القومية و كيانهم الوجودي ، ..الخ ، احتاج الاديب للتعبير عنها فنياً لأساليب ادبية غير مسبوقه بدورها ( الادب منتَج اجتماعي ) فولدت الحداثة ومن بعدها/ مابعد الحداثة ، كآلية نصية خطابية ،متماهية مع واقعها ، من خصائصهاالتعبيرية: الفصل بين الألفاظ/الاشارات ومعانيها/دلالاتها) .فاذا كان الاسلاف هم مرجعية الالفاظ اللغوية لأصالة أعراقهم وفصاحة لسانهم،فان المحدثين هم من وضع لها المعاني المبتكرة ،المولدة من رحم تلاقحهم مع الثقافات التي انفتحوا عليها، وما خلفته الأحداث التي شهدها واقعهم الحياتي من دلالات ،و معانٍ متعالقة مع تلك التغيرات المستجدة التي مرّ ذكرها . ان مايُثار من خلاف بين ( الاصالة والحداثة المعاصرة )سببه في رأيي (تعريف كلا منهما للشعر ) فاصحاب الاصالة يذهبون الى أن الشعر يعرف بلفظه /اي انه منتج ، بينما يعرفه الحداثويون بمعناه/فهو عندهم منتِج اما موضوعة عامود الشعر والبحور فهي تخص الشكل ، ولاتمثل سبباً حقيقياً للخلاف . وارى ان الحداثة إبداع وتمرد على قديم الاشكال والاساليب الادبية ، بقصد (الإضافة ) النوعية للتجربةالشعرية العربية والانسانية ،وهي باضافتها هذه تكون مطورة للتراث لامنقطعة عنه. ـ باسم العراقي ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا أيها اللهي.. للشاعر القدير أ. عماد فاضل

& يا أيّها اللّهي & يغازل أسْوار المدى ويكابرُ ويخْتال في ثوْب الأنا وهْو قاترُ على نغْمة الإغراء يرقص ضاحكا وفي السَاحِة الحمْراء ...