الصبر مفتاح الفرج
أسروه وهو يصلي صلاة العصر عام 1948و وأخذوه معهم في ناقلة الجند بعد أن ربطوا عينية بقطعة قماش أسود ، ولم يدرك حسين مأمون أبو حسنين أين أخذوه إلا بعد أن فكّوا عصبة عينية.
كان حسين إبن الواحد والعشرين ربيعاً قد تزوج من زوجته أماني بنت شيخ القرية والوحيدة لأبوها حيث عاشت في رغد من العيش في أسرتها الثرية .<br>
كانت أفكار حسين مأمون تتلاطم في عقله وذاكرته كأمواج البحر الهائج في يوم شديد الرياح وحُكم عليه سجناً إدارياً ويُجدد تلقائياً كلما إنتهت مدّة محكوميته اللامحدوده ، تسرب اليأس إلى عقله في أنه لن يخرج من سجن النقب الصحراوي السيء السّمعه من جميع النواحي وخاصة في فصل الشتاء البارد ، وتوجه حسين مأمون إلى حفظ القرآن وتفسير الأحاديث النبوية الشريفه وكان دوماً يرظظ قول الله عز وجل ،ولا تقنطوا من رحمة الله ،كان الأسرى يعتبرونه الأب الروحي لهم
وكانت زوجته أماني قد وضعت ولدها بعد أن رحل بها إلى غزة هاشم ،ولا يفوتني أن أذكر أنها أسمت إبنها على إسم أبيه حسين مأمون ، أماني التي كرست جل حياتها من أجل تربية إبنها تربية إيمانية ، ورفضت الزواج البتّه من أي إنسان بعد أن أُسر زوجها ، وكانت تبث في وجدانه وقلبه روح الجهاد والنضال والإنتقام من الذين حرموه من والده الذي لم يشاهده ولو مرّه واحده .
كبر حسين مأمون وأصبح شاباً قوياً يافعاً، وإلتحق في صفوف الفدائيين الذين أشرف عليهم العقيد المصري مصطفى حافظ رحمه الله ، وأخذ حسين مأمون يتفنن في إيذاء أعدائه بعد أن يجتاز الحدود من قطاع غزة ، شاء القدر في ذات يوم أن يقع في كمين نصبه الأعداء لهم بإحكام في ليلة عاصفه ماطره ، وآقتلدوه وزملاءه إلى سجن بئر السبع الصحراوي وحكم عليه بالمؤبد .
أخذت أمه تسأل عن إبنها بوساطة الصليب الأحمر حتى إهتدت إلى عنوانه.
بعد محاولات عديدة من أمه في الصليب الأحمر سُمح لها بزيارته لمدة نصف ساعه يوم الإثنين ، كانت الأم أماني تنتظر قدوم هذا اليوم بفارغ الصبر حتى حان يوم الزيارة ،فركبت الحافلة مع الصليب الأحمر لنصل بها إلى سجن السبع بعد أن أكل التعب من جسمها المرهق ، ثم وقفت في غرفة الإنتظار وهي تسمع دقات قلبها من الفرح للقاء ولدها لتروي عطش شوقها الجامع لرؤيته وكانت لحظة صمت وهي تسمع إسمع ولدها يُنادي عليه حسين مأمون أبو حسنين ، لك زيارة من أمك تقدم على الشباك رقم (٩).
إندهش حسين من هذه المفاجأه بالزيارة التي لم يعتد عليها منذ عشرين سنه حتى يئس من وصول أحد من أقاربه.
خرج حسين مأمون الأب وخرج حسين مأمون الإبن نحو شباك رقم (٩) فإلتقى الأب بالإبن على نفس الشباك 9 فالتقى الأب بالإبن على نفس الشباك.
(الجزء الأول)
اخذ الأب وهو لا يعرف ابنه حيث سأله ... عفواً يا أخي أأنت حسين مأمون مبارك فقال له الإبن نعم يا أخي أنا حسين مأمون مبارك بشحمه ودمه .. هل من خدمه أقدمها لك؟
الأب :هل أنت متأكد من أنك حسين
الإبن : نعم يا أخي هل تأمرني بشيء أقدمه إليك ؟
الاب وبخيرة شديده :أيعقل أنك ...
الابن بدهشه وخيره :أكمل جملتك يا أخي
إنك ماذا؟!
الأب : لا شيء لا شيء .. لقد إختلط علي الأمر، أنا أسف لإزعاجك في هذه اللحظة السعيدة التي ستلتقي بها بأمك .. اتمنى لك حظاً سعيداً
ثم صمت الأب وقال له: أستودعك الله يا أخي ولم تمضي هنيهه إلا وسمع صوت النحيب من الأم
ممتزجاً بالسعادة والدهشه.
الأم ايعقل هذا أيعقل هذا ؟!.. يا لها من مفاجأه ساره لا تصدق والدموع تسيل وتنهمر على وجنتيها...
الابن بدهشه كبيرة :ما الذي أباك يا أمي بهذه المناسبه
الأم: ولدي الفرحه اليوم بفرحتين، فرحة بمقابلتك وزيارتك، وفرحه بلقاء والدك.
الإبن بآندهاش :أتعنين أن هذا ...
الأم وقد تهدج صوتها: فهزت برأسها أي نعم .
الإبن: أمتأكدة أنه أبي.
الأم:نعم يا ولدي انه أبوك
الإبن بآندهاش: وكيف عرفت أنه والدي.
الأم : إنَّ اصبع يده اليسرى الخنصر مقطوع، قطع من طلق ناري أصيب به عام 48 .
أخذ الإبن يحملق في والده وهو يبكي ويقبله من رأسه ويضمه إلى صدره بشده ويقول له الحمد لله يا أبي الذي جمع بيننا ولو في الأسر .
أخذ الجميع يصمتون وكأن الطير على رؤوسهم فقال لها حسين: زوجتي هل انت حقاً زوجتي خضره
الزوجه بشحمها ولحمها ولقد حافظت على العهد الذي قطعناه معاً في أول لقاء لنا في البلدة القديمه ولم أقترن بأي زوج غيرك يا أبا حسين يا زوجي الحبيب.
كان جميع المساجين ينظرون بفرح وسرور لهذا اللقاء القريب الذي جمع بين الابن والزوج وزوجته.
وازدادت الفرحه كثيراً في قلوب الأسرى عندما علموا أن مدير السجن قرر الإفراح عن الأسير (حسين مأمون مبارك) في هذا اليوم الذي جمعه بابنه وزوجته خضره وانتهت مده الزياره.
وعاد حسين الابن الى مكانه في الأسر وعادت خضره الى غزه بصحبه زوجها الأسير حسين مأمون مبارك وكانت تردد في نفسها قائلة
(الصبر مفتاح الفرج)
أسروه وهو يصلي صلاة العصر عام 1948و وأخذوه معهم في ناقلة الجند بعد أن ربطوا عينية بقطعة قماش أسود ، ولم يدرك حسين مأمون أبو حسنين أين أخذوه إلا بعد أن فكّوا عصبة عينية.
كان حسين إبن الواحد والعشرين ربيعاً قد تزوج من زوجته أماني بنت شيخ القرية والوحيدة لأبوها حيث عاشت في رغد من العيش في أسرتها الثرية .<br>
كانت أفكار حسين مأمون تتلاطم في عقله وذاكرته كأمواج البحر الهائج في يوم شديد الرياح وحُكم عليه سجناً إدارياً ويُجدد تلقائياً كلما إنتهت مدّة محكوميته اللامحدوده ، تسرب اليأس إلى عقله في أنه لن يخرج من سجن النقب الصحراوي السيء السّمعه من جميع النواحي وخاصة في فصل الشتاء البارد ، وتوجه حسين مأمون إلى حفظ القرآن وتفسير الأحاديث النبوية الشريفه وكان دوماً يرظظ قول الله عز وجل ،ولا تقنطوا من رحمة الله ،كان الأسرى يعتبرونه الأب الروحي لهم
وكانت زوجته أماني قد وضعت ولدها بعد أن رحل بها إلى غزة هاشم ،ولا يفوتني أن أذكر أنها أسمت إبنها على إسم أبيه حسين مأمون ، أماني التي كرست جل حياتها من أجل تربية إبنها تربية إيمانية ، ورفضت الزواج البتّه من أي إنسان بعد أن أُسر زوجها ، وكانت تبث في وجدانه وقلبه روح الجهاد والنضال والإنتقام من الذين حرموه من والده الذي لم يشاهده ولو مرّه واحده .
كبر حسين مأمون وأصبح شاباً قوياً يافعاً، وإلتحق في صفوف الفدائيين الذين أشرف عليهم العقيد المصري مصطفى حافظ رحمه الله ، وأخذ حسين مأمون يتفنن في إيذاء أعدائه بعد أن يجتاز الحدود من قطاع غزة ، شاء القدر في ذات يوم أن يقع في كمين نصبه الأعداء لهم بإحكام في ليلة عاصفه ماطره ، وآقتلدوه وزملاءه إلى سجن بئر السبع الصحراوي وحكم عليه بالمؤبد .
أخذت أمه تسأل عن إبنها بوساطة الصليب الأحمر حتى إهتدت إلى عنوانه.
بعد محاولات عديدة من أمه في الصليب الأحمر سُمح لها بزيارته لمدة نصف ساعه يوم الإثنين ، كانت الأم أماني تنتظر قدوم هذا اليوم بفارغ الصبر حتى حان يوم الزيارة ،فركبت الحافلة مع الصليب الأحمر لنصل بها إلى سجن السبع بعد أن أكل التعب من جسمها المرهق ، ثم وقفت في غرفة الإنتظار وهي تسمع دقات قلبها من الفرح للقاء ولدها لتروي عطش شوقها الجامع لرؤيته وكانت لحظة صمت وهي تسمع إسمع ولدها يُنادي عليه حسين مأمون أبو حسنين ، لك زيارة من أمك تقدم على الشباك رقم (٩).
إندهش حسين من هذه المفاجأه بالزيارة التي لم يعتد عليها منذ عشرين سنه حتى يئس من وصول أحد من أقاربه.
خرج حسين مأمون الأب وخرج حسين مأمون الإبن نحو شباك رقم (٩) فإلتقى الأب بالإبن على نفس الشباك 9 فالتقى الأب بالإبن على نفس الشباك.
(الجزء الأول)
اخذ الأب وهو لا يعرف ابنه حيث سأله ... عفواً يا أخي أأنت حسين مأمون مبارك فقال له الإبن نعم يا أخي أنا حسين مأمون مبارك بشحمه ودمه .. هل من خدمه أقدمها لك؟
الأب :هل أنت متأكد من أنك حسين
الإبن : نعم يا أخي هل تأمرني بشيء أقدمه إليك ؟
الاب وبخيرة شديده :أيعقل أنك ...
الابن بدهشه وخيره :أكمل جملتك يا أخي
إنك ماذا؟!
الأب : لا شيء لا شيء .. لقد إختلط علي الأمر، أنا أسف لإزعاجك في هذه اللحظة السعيدة التي ستلتقي بها بأمك .. اتمنى لك حظاً سعيداً
ثم صمت الأب وقال له: أستودعك الله يا أخي ولم تمضي هنيهه إلا وسمع صوت النحيب من الأم
ممتزجاً بالسعادة والدهشه.
الأم ايعقل هذا أيعقل هذا ؟!.. يا لها من مفاجأه ساره لا تصدق والدموع تسيل وتنهمر على وجنتيها...
الابن بدهشه كبيرة :ما الذي أباك يا أمي بهذه المناسبه
الأم: ولدي الفرحه اليوم بفرحتين، فرحة بمقابلتك وزيارتك، وفرحه بلقاء والدك.
الإبن بآندهاش :أتعنين أن هذا ...
الأم وقد تهدج صوتها: فهزت برأسها أي نعم .
الإبن: أمتأكدة أنه أبي.
الأم:نعم يا ولدي انه أبوك
الإبن بآندهاش: وكيف عرفت أنه والدي.
الأم : إنَّ اصبع يده اليسرى الخنصر مقطوع، قطع من طلق ناري أصيب به عام 48 .
أخذ الإبن يحملق في والده وهو يبكي ويقبله من رأسه ويضمه إلى صدره بشده ويقول له الحمد لله يا أبي الذي جمع بيننا ولو في الأسر .
أخذ الجميع يصمتون وكأن الطير على رؤوسهم فقال لها حسين: زوجتي هل انت حقاً زوجتي خضره
الزوجه بشحمها ولحمها ولقد حافظت على العهد الذي قطعناه معاً في أول لقاء لنا في البلدة القديمه ولم أقترن بأي زوج غيرك يا أبا حسين يا زوجي الحبيب.
كان جميع المساجين ينظرون بفرح وسرور لهذا اللقاء القريب الذي جمع بين الابن والزوج وزوجته.
وازدادت الفرحه كثيراً في قلوب الأسرى عندما علموا أن مدير السجن قرر الإفراح عن الأسير (حسين مأمون مبارك) في هذا اليوم الذي جمعه بابنه وزوجته خضره وانتهت مده الزياره.
وعاد حسين الابن الى مكانه في الأسر وعادت خضره الى غزه بصحبه زوجها الأسير حسين مأمون مبارك وكانت تردد في نفسها قائلة
(الصبر مفتاح الفرج)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق