الجمعة، 27 مارس 2020

تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك - الفايدي " مصر " ================ ((( ساعة مع الشاعر العباسي ابن نباتةالسعدي ٠٠ !! ))

تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايدي " مصر "
================
((( ساعة مع الشاعر العباسي ابن نباتةالسعدي  ٠٠ !!  )))

من لم يمت بالسيف مات بغيره، تعددت الأسباب والموت واحد

" أرى‭ ‬المرء‭ ‬فيما‭ ‬يبتغيه‭ ‬كأنما
مداولة‭ ‬الأيام‭ ‬فيه‭ ‬مبارد
ويضطرم‭ ‬الجمعان‭ ‬والنقع‭ ‬ثائر
فيسلم‭ ‬مقدام‭ ‬ويهلك‭ ‬خامد
ومن‭ ‬لم‭ ‬يمت‭ ‬بالسيف‭ ‬مات‭ ‬بغيره
تعددت‭ ‬الأسباب‭ ‬والموت‭ ‬واحد
فصبراً‭ ‬على‭ ‬ريب‭ ‬الزمان‭ ‬فإنما
لكم‭ ‬خلقت‭ ‬أهواله‭ ‬والشدائد "
***
يمر العالم في هذه الآونة بوباء و ابتلاء مرض يطلقون عليه ( كورونا ) ٠
و قد هدد الدول و المجتمعات و الأفراد،  ليل نهار و نال من الجميع لحظات فزع و هلع و رعب  ، و امتنع الناس عن أعمالهم و جلسوا في البيوت ليحموا أنفسهم فهذا الوباء - الفيروس - لا يفرق بين شريف و لا وضيع و لا بين دولة متقدمة و لا نامية أو متخلفة ، بل يسارع في حصد الأرواح كلها بلا استثناءات ، فكل فترة نسمع عن وباء جديد من الطاعون و الأنفلونزا الإسبانية التي أودت  بالملايين  ٠٠٠
بجانب الحروب العالمية و الصراعات الداخلية و الخارجية ٠٠٠ الخ ٠
و من ثم امتنع الناس عن القبل و السلام و العناق و التجمعات ٠٠
وتوقفت شعائر الصلاة في المساجد و الكنائس في الشرق و الغرب ٠٠
فلا ملجأ الي الي الله بعد أن خابت وسائل و طرق العلاج من مصل و لقاح و تحصينات ٠٠
فهرب و فر الناس الي الخالق و ايقنوا أن الأمور بين الله عز وجل ٠٠
و كان للشعر كلمة عن تعدد الأغراض و الأسباب للموت ٠٠٠
و ما أجمل الحكمة لتوصيف هذا المرض من خلال الظواهر ٠٠
كما يقول الشاعر العباسي ابن نباتة  السعدي " ٩٤١ /  ١٠١٤ م " أشهر من وصف حقيقة الموت :
ومن‭ ‬لم‭ ‬يمت‭ ‬بالسيف‭ ‬مات‭ ‬بغيره
تعددت‭ ‬الأسباب‭ ‬والموت‭ ‬واحد ٠
‬و تعد هذه‭ا ‬الأبيات من أشهر‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬هذا الوصف :
أرى‭ ‬المرء‭ ‬فيما‭ ‬يبتغيه‭ ‬كأنما
مداولة‭ ‬الأيام‭ ‬فيه‭ ‬مبارد
ويضطرم‭ ‬الجمعان‭ ‬والنقع‭ ‬ثائر
فيسلم‭ ‬مقدام‭ ‬ويهلك‭ ‬خامد
ومن‭ ‬لم‭ ‬يمت‭ ‬بالسيف‭ ‬مات‭ ‬بغيره
تعددت‭ ‬الأسباب‭ ‬والموت‭ ‬واحد
فصبراً‭ ‬على‭ ‬ريب‭ ‬الزمان‭ ‬فإنما
لكم‭ ‬خلقت‭ ‬أهواله‭ ‬والشدائد

* نشأته :
-----------
‭ ‬هو‭ ‬أبو‭ ‬نصر‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬نباتة‭ ‬بن‭ ‬حميد‭ ‬بن‭ ‬نباتة‭ ‬بن‭ ‬الحجاج‭ ‬بن‭ ‬مطر‭ ‬السعدي‭ ‬التميمي،‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وبها‭ ‬نشأ،‭ ‬ودرس‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬علماء‭ ‬بغداد‭ ‬حتى‭ ‬نبغ،‭ ‬وكان‭ ‬شاعراً‭ ‬محسناً‭ ‬مجيداً‭ ‬بارعاً،‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬السبك‭ ‬وجودة‭ ‬المعنى ٠

ولابن نباتة ديوان كبير يبلغ عدد قصائده ٢٩٤ قصيدة، وقد حققه عبدالأمير مهدي حبيب الطائي، وصدر عن وزارة الإعلام ببغداد عام ١٩٧٧ في مجلدين.

‬وقد‭ ‬وردت‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية‭ ‬في‭ ‬مؤلفات‭ ‬جميع‭ ‬معاصريه،‭ ‬ويقول‭ ‬عنه‭ ‬أبو‭ ‬حيان‭ ‬التوحيدي‭ ‬في‭ ‬موسوعته‭ ‬الأدبية‭ ‬الإمتاع‭ ‬والمؤانسة :
‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬شاعراً‭ ‬حسن‭ ‬الحذو‭ ‬على‭ ‬مثال‭ ‬سكان‭ ‬البادية،‭ ‬لطيف‭ ‬الائتمام‭ ‬بهم،‭ ‬خفي‭ ‬المغاص‭ ‬في‭ ‬واديهم،‭ ‬مع‭ ‬شعبة‭ ‬من‭ ‬الجنون‭ ‬وطائف‭ ‬من‭ ‬الوسواس٠
كما‭ ‬ذكره‭ ‬شمس‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬خلكان(١٢١١ – ١٢٨٢)في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬وفيات‭ ‬الأعيان‭ ‬وأنباء‭ ‬أبناء‭ ‬الزمان‮»‬‭ ‬قائلاً‭:
 ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬شعره‭ ‬جيد ٠٠٠
‬ويروي‭ ‬ابن‭ ‬خلكان‭ ‬أن‭ ‬ابن‭ ‬نباتة :
 ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ذاع‭ ‬صيت‭ ‬هذه‭ ‬الأبيات‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها،‭ ‬كان‭ ‬جالساً‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬دهليز‭ ‬بيته،‭ ‬فدق‭ ‬عليه‭ ‬رجل‭ ‬الباب،‭ ‬فقال‭ ‬مَنْ؟٠
‭ ‬قال‭: ‬رجل‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬المشرق،‭ ‬فقال‭
: ‬ما‭ ‬حاجتك؟‭
 ‬فقال‭: ‬أنت‭ ‬القائل‭:‬
ومن‭ ‬لم‭ ‬يمت‭ ‬بالسيف‭ ‬مات‭ ‬بعلّة
تعددت‭ ‬الأسباب‭ ‬والداء‭ ‬واحد؟
فقال‭ ‬له‭: ‬نعم٠
‭ ‬فذهب،‭ ‬فلما‭ ‬كان‭ ‬آخر‭ ‬النهار‭ ‬دق‭ ‬عليه‭ ‬أحدهم‭ ‬الباب‭ ‬فقال‭: ‬من؟‭ ‬فقال‭: ‬رجل‭ ‬من‭ ‬تاهرت‭ ‬من‭ ‬المغرب،‭ ‬فقال‭: ‬ما‭ ‬حاجتك،‭ ‬فقال‭ ‬الرجل‭: ‬أنت‭ ‬القائل‭:‬
من‭ ‬لم‭ ‬يمت‭ ‬بالسيف‭ ‬مات‭ ‬بغيره
تعددت‭ ‬الأسباب‭ ‬والداء‭ ‬واحد؟
فقال‭: ‬نعم٠
‭ ‬وتعجب‭ ‬ابن‭ ‬نباتة‭ ‬كيف‭ ‬وصل‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬إلى‭ ‬المشرق‭ ‬والمغرب،‭ ‬وقد‭ ‬ورد‭ ‬البيت‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬صيغة‭ ‬في‭ ‬المصادر،‭ ‬وكلمة‭ ‬الداء‭ ‬وليس‭ ‬‮( المو‬ت )‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬عجز‭ ‬البيت‭ ‬تذكرها‭ ‬جميع‭ ‬المصادر‭ ‬الموثوقة‭.‬
وإذا‭ ‬كان‭ ‬ابن‭ ‬نباتة‭ ‬يتعجب‭ ‬لذيوع‭ ‬بيت‭ ‬شعره ، فأننا جميعا نستشهد به حتي اليوم في اللغة و البلاغة و الحياة لأنه لخص فلسفة الموت ٠

تنقل‭ ‬ابن‭ ‬نباتة‭ ‬بين‭ ‬حلب‭ ‬والموصل،‭ ‬وتوفي‭ ‬ببغداد‭ ‬سنة ١٠١٤ م، ومدح‭ ‬الخلفاء‭ ‬هارون‭ ‬الرشيد‭ ‬والمأمون‭ ‬والمتوكل،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬خلصاء‭ ‬أبي‭ ‬فراس‭ ‬الحمداني،‭ ‬وله‭ ‬قصائد‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مدح‭ ‬أبي‭ ‬فراس،‭ ‬منها‭:‬
ما‭ ‬كانت‭ ‬النـيران‭ ‬يكمن‭ ‬حـرها
لو‭ ‬كان‭ ‬للنيران‭ ‬بعض‭ ‬ذكائه
لا‭ ‬تعلـق‭ ‬الألـحاظ‭ ‬فـي‭ ‬أعطافه
إلا‭ ‬إذا‭ ‬كفكفت‭ ‬من‭ ‬غلوائه
لا‭ ‬يكمل‭ ‬الطرف‭ ‬المحاسن‭ ‬كلـها
حتى‭ ‬يكون‭ ‬الطرف‭ ‬من‭ ‬أسـمائـه ٠

من شعر ابن نباتة السعدي :
****************
يقول ابن نباتة السعدي متضرعا الي خالقه بأن يغفر له الذنوب في مسحة صوفية ذات إيمان طالبا منه العفو بعد أن أصقلته  الخطايا :
أَسيرُ الخَطايا عندَ بابكَ واقفٌ
على وجلٍ مما به أَنتَ عارفُ
يخافُ ذنوباً لم يغب عنكَ غيبها
ويرجوكَ فيها فهو راجٍ وخَائفُ
ومن ذا الذي يرجى سِواكَ ويتقي
وما لكَ من فضلِ القضاءِ مخالفُ
فيا سيدي لا تخزني في صَحيفتي
اذا نُشِرتْ يوم الحسابِ الصحائفُ
وكن مُؤنسي في ظلمةِ القبرِ عندما
يصدُّ ذوو وُدي ويجفو الموالفُ
لئن ضاقَ عني عفوكَ الواسعُ الذي
أُرجى لاسرافي فإني لتالفُ ٠
***

و نختم لابن نباتة السعدي بهذه اللامية التي تحمل دلالات فلسفية إشراقة متذكرا أيام الصبا و الشباب و اللهو في رصد لنا مراحل العمر في تمرد وحيرة نحو واقع يؤرقه
فيدعو لتلك الايام بالخير  فيقول :
 
سَقى اللهُ أيامَ الصّبابةِ والخَبْلِ

ودَهْراً رُمِينا فيهِ بالحَدَقِ النُّجْلِ

وصحبة فتيانٍ كأنّ وجوهَهمْ

وأخلاقَهم صُبحٌ تنفّسَ عن وَبْلِ

فَزعتُ إلى يأسي فلم أسلُ عنهُمُ

إذا اليأسُ لم يسلُ المحبَّ فما يُسلي

وحَيّا تحياتِ الوَداعِ ووَقْفَةً

وجدتُ بها ما لم يَجدْ أحَدٌ قَبْلي

تلافيتُ فيها قَسْوةَ الهجرِ بالبُكا

وداويتُ فيها عِزّةَ الحُبِّ بالذلِّ

عَشيّةَ استعدِي على البيْنِ مُسعِداً

تكاثِرُ في أرشاشِها عَدَدَ الرّمْلِ

فيا بينُ حُلْ بيني وبينَ عَواذِلي

إذا لم تَحُلْ بينَ المطيّةِ والرّحْلِ

ويا دمْعُ لا تهتِكْ عليّ سَرائِري

فلو شئتُ يومَ البينِ كذّبتُ ما تُمْلي

آتَحرِمُنا يا رَبُّ بالحِلمِ والنُّهى

وتَرزُقُ قوماً بالسّفاهَةِ والجَهْلِ

فلا تَبْتَلينا بالحَياةِ فإنّنا

خُلِقنا رِجالَ الجِدِّ في زَمَنِ الهزْلِ

نفرُّ إلى حَرِّ الغَرامِ من القِلى

ونَهْرُبُ من روحِ الفَراغِ إلى الشُّغْلِ

ورَكبٍ على الأكْوارِ عللتُ والدُّجى

تروّحُ أردافَ النّجومِ على رِجْلِ

لتَعلَقَ في الدُّنيا علائِقَ حاجةٍ

مكابرةً أوْ بالتّرفّقِ والخَتْلِ

ألا من لعيشٍ لا يَعودُ إذا مضى

ودهرٍ مَلولٍ لا يَدومُ على وصْلِ

يَجودُ ليَثْني ناظِري نحوَ جُودِه

أكلُّ عطاءٍ يمنَحُ النّاسُ من أجْلي

فَيا دَهْرُ قد حاولتُ عندكَ مَطمَعاً

فحَقُّكَ أنْ تُعْطي وتُسْرِفُ في البذْلِ

ظَفِرْتُ ولولا صاعدٌ ما رأيتني

أمُدُّ إلى الآمالِ كَفاً بلا نَصْلِ

لَما طالتِ البيْداءُ حينَ قصَدتُهُ

هَوىً لمسيري أو ضِراراً على إبلي

كسوتُ لُغامَ العيس لَمعَ سَرابِها

فَماجَ كَموجِ البَحْرِ يُزبِدُ أو يَغْلي

تنكَّبُنا هَوجُ الرّياحِ كأنّها

تُحاذِرُ أنْفاسَ المُخزَّمَةِ البُزْلِ

بَناتُ قِسيّ للحُداةِ وراءَها

تَرنُّمُ أوْتار القِسيّ على النّبْلِ

تَراها على طولِ الفَلاةِ كأنّها

تَدِبُّ دَبيبَ الكاسِيات من النّمْلِ

وإنّ نجومَ الليلِ تَمرُقُ في الدُّجى

وتحسِبُها تَنصاعُ فيهِ على مهْلِ

تخطّتْ أكفَّ الباخِلينَ فعرّسَتْ

بأروعَ معشوقِ الشّمائِلِ والفِعلِ

يُفرِّقُ ما بينَ المَكارِمِ والغِنى

ويجمَعُ ما بينَ الشّجاعةِ والعَقْلِ

هو الماءُ للظمآنِ والنّارُ للقِرى

وحدّ الظُّبى في الحرْبِ والغيثُ في المحْلِ

حَباني ولم أستحبهِ متطولاً

يَرى جودَهُ بعد السّؤالِ من البخْلِ

وأنّى اهتدتْ جَدوى يديكَ لخلّة

سترتُ أذاها عن عدُوِّي والخِلِّ

سَرَتْ كانقضاضِ النّجمِ في غلَسِ الدُجى

إلى مضجعي حتى وصلتُ بها حَبلي

سأشْكُرُ ما أوْلَيتني من صَنيعةٍ

ومِثلُ الذي أوليتَ يَشكُرُهُ مِثْلي

ويكفُرُكَ النّعْماء قومٌ غرستَهُمْ

فلم يُثْمِروا غيرَ الضّغينَةِ والغِلِّ

عِيالٌ على الأعْداءِ والجدبِ جامحٌ

وخيلٌ تُغادي بالقَنازِ من النَقْلِ

حَمَلْتَ جناياتِ المكارمِ فيهمُ

على ظهرِ عودٍ لا يُتَعْتَعُ بالحَمْلِ

ولم تكُ لمّا أحدَثَ الدّهْرُ نكبَةً

بمفترسٍ للحادِثاتِ ولا أكْلِ

كشَفْتَ لها ثَغْراً نَقيّاً وساعِداً

حَمياً وعَيناً لا تَنامُ على ذَحْلِ

كأنّ حُزُونَ العيشِ عندكَ سَهلةٌ

وشتّانَ ما بينَ الحَزونَةِ والسَّهْلِ

وما وجدَ الأعْداءُ عهدَكَ خائِناً

وعقدَكَ إلاّ وهو يُعْقَدُ بالحَلِّ

تركتَ لهمْ صَحنَ الرِّهانِ ونَقْعَهُ

وفُزْتَ بغاياتِ السّوابقِ والخَصْلِ

كما تركَ الظّبيُّ المُنَفَّرُ ظِلَّهُ

لقانِصِه لو كانَ يَقنعُ بالظِّلِّ

ولو شِئْتَ لما أثقبَ الكيدُ نارَهم

سَدَدْتَ فروجَ النّارِ بالحَطَبِ الجَزْلِ

لبلّتْ أنابيبَ الرِّماحِ فَوارسٌ

يَفِرونَ من ذُلِّ الحياة إلى القَتْلِ

خِفافٌ إلى الهَيْجاءِ خرسٌ عن الخَنا

وأسيافُهم في الهامِ تنطِقُ بالفصْلِ

ولكن ثَنيتَ الجهلَ بالحِلمِ فانثَنى

ومثلكَ من قادَ الجموحَ على رِسلِ

تتبّعْ بنيّات الضّغائِنِ بالأذى

فقد أفسَدَ الأعداءَ أخذُكَ بالفَضْلِ

من الحِلْمِ في بعضِ الأمورِ مَهانةٌ

إذا كانَ لا يَنهى عدوكَ عن جَهْلِ

وكنتَ حُساماً غيّرَ الدّهْرُ لونَهُ

فحادَثْتَهُ من جُودِ كَفِّكَ بالصّقْلِ

ووَفْدٌ كدَفّاعِ السَّحابةِ زارَني

بلا عِدَةٍ من راحتَيْكَ ولا مَطْلُ

حظيتَ به عندَ المَكارِمِ والعُلا

وغيرَُ يَحْظى بالمَلامَةِ والعَذْلِ

---
هذه كانت بعض التأمل في شعر الشاعر العباسي ابن نباتة السعدي ، الذي أجاد في فنونه و أعراضه،  ووقف شامخا في وصفه للموت في أحسن  تعبيرات وصور سار علي نهجها أهل اللغة في علومها تحليلا و استشهادا ، و ديوانه يحوي الكثير و الكثير أمام المتذوقين و الباحثين دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا أيها اللهي.. للشاعر القدير أ. عماد فاضل

& يا أيّها اللّهي & يغازل أسْوار المدى ويكابرُ ويخْتال في ثوْب الأنا وهْو قاترُ على نغْمة الإغراء يرقص ضاحكا وفي السَاحِة الحمْراء ...