فــــــــــــــــــــــك الارتباط ...
زارته على حين غرة، صديقته الناقدة التي ألف منها حجاجا أكاديميا جافا لا يخرج عن إطار القواعد المملة المجحفة في حق إبداع مراثي الأنا ،وبكائيات معمري الهوامش الكئيبة ذات الملاحم المهيضة نصا إضاءة، و ركحا .. فكان رده الوحيد هذه المرة عن سؤال طرحته بمكر شديد خارج سياقه الأدبي المألوف بينهما كقولها :
-- سيدي ،هل الكتابة لديك نبوءة تهتدي بحس جرح الدواخل هذا للتحذير أم مجرد فبركة للمواقف الخادعة لتزيين وديباجة السفسطة اللغوية وذلك للتخدير ليس إلا ؟؟
--- حينما أغتصب بياض الورقة المحبلة بحراك متداخل الأحاسيس و الصور.. الصور الوامضة التي تبحث عن ألوانها خارج أسوار البياض التي تشفطه الدوائر المغلقة كثقوب سوداء... و أشكل عبثا من دم العرض عرضها شخوصا تتماوج على خشبة القصة الملعونة ضمن أحداث قد تطرح في أعلى سقفها ،افتراضيات واقع نعيشه على اختلاف مريب أو محتمل الحدوث بعيد القدر : أكون بذلك سيد مصيرها تنبؤا، استشرافا و تقريرا وإخراجا لنهاية مولدة من رحم البدايات المختلفة، إذا هكذا تمسي الكتابة لدي في أرقى ثيماتها تحذيرا و تخذيرا و لو بحدس النزق المذعور ريبة في يقينياته المؤكدة..فحينما ياتي على سبيل المثال قانون 22-00 بحمولاته التكميمية المستقاة من كمامة كورونا و قد فاحت منه عفونة الكواليس المظلمة ، فهذا يعني أننا فئران تجارب لمشاريع قلة لا تمتلك الاقتصاد ، المال و القرارات السياسية فحسب، بل هي في صراعاتها الحزبية تشكل في المنظور الأخر مجرد سماسرة فرنسا التي أوحت بما يجعل المواطن المغربي مجرد أداة لجبر ضرر اقتصادها المهيكل على استنزاف شعوب ما وراء البحر و لن يتأتى ذلك الا على قاعدة اخرس ..... اذا الكتابة دعارة في ماخور السياسة الحالمة بجغرافية الضباع سيدتي
--- ألهذا فقط تكتب؟؟؟..أردفت القول ببسمة ساخرة ذكية /ساذجة
- عفوا نحن لا نكتب و إنما نغتصب الأوراق البريئة بفيض ما اكتنز في عمقنا من مشاعر السخط ...اننا الصوامت الغاضبة التي تخشى سوط الدولة عن جحيم رب الناس و الدولة .. غاضبون، موبوؤون ، لأننا لنا وطن مجهول الهوية و القدر و حتميات مشاعر العبودية التي تسكنه تؤرق أحراره في هوامش النبذ و الاحتراق .. بينما سائر العملاء الذين تسلقوا مجد الكلمة عبر بوابة الدين كما ترين ، لم يقدسوا التاريخ لاستلهام العبر بعثا لمجد الأمة سواء بالغيرةالرشيدة أوبقناعة مضمرة جياشة..لقطاء بلا ذاكرة كانت ايامها علينا فاجرة هاجرة ..
- الست ممن طبلوا بالكتابة الثيبة لهذا الاختيار يوم كان سيدهم لا يملك إلا الجلباب الذي يستر التبان...؟؟؟
- سيدتي خدعنا و يملؤنا الصمت جميعا وقد تربع في النبض عملاق ينادي بفك الارتباط بدل الالتصاق بمن يملكون مقص الاخصاء ...
يا له من ارتباط مهين مذل لمن يأتي بعدنا من أجيال محبطة يأسا داخل أرحامها...فمغرب ما بعد كورونا قد يجدد عهده بالتزام مشروع التحرر الذاتي و الإيمان بالحرية و الاستقلال التام جغرافية و فكرا ، عندئذ قد نكون بمقدراتنا أكفاء لصناعة حضارة مكتملة الأوصاف ...
ابنة القحبة ،غادرتني و سبتها تطن في أذني :
--- كم أنت صادق يا إبراهيم طوقان:
--- وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن لو كنت تبغى خيره لبذلت من دمك الثمن ولقمت تضمد جرحه لو كنت من أهل الفطن.--- -
لكنها لم تتعلم بعد حكمة لوركا شاعرا:
لا اريد ان اسمع ما يكررونه...من ان الموتى لا يفقدون دمهم... و ان الفم المتعفن يستمر في التماس الماء...لا اريد ان اعرف شهداء العشب.. و لا القمر في فم الثعبان..
محمد القصبي
في 11/05/2020 ...
بلقصيري
المغرب الاقصى
زارته على حين غرة، صديقته الناقدة التي ألف منها حجاجا أكاديميا جافا لا يخرج عن إطار القواعد المملة المجحفة في حق إبداع مراثي الأنا ،وبكائيات معمري الهوامش الكئيبة ذات الملاحم المهيضة نصا إضاءة، و ركحا .. فكان رده الوحيد هذه المرة عن سؤال طرحته بمكر شديد خارج سياقه الأدبي المألوف بينهما كقولها :
-- سيدي ،هل الكتابة لديك نبوءة تهتدي بحس جرح الدواخل هذا للتحذير أم مجرد فبركة للمواقف الخادعة لتزيين وديباجة السفسطة اللغوية وذلك للتخدير ليس إلا ؟؟
--- حينما أغتصب بياض الورقة المحبلة بحراك متداخل الأحاسيس و الصور.. الصور الوامضة التي تبحث عن ألوانها خارج أسوار البياض التي تشفطه الدوائر المغلقة كثقوب سوداء... و أشكل عبثا من دم العرض عرضها شخوصا تتماوج على خشبة القصة الملعونة ضمن أحداث قد تطرح في أعلى سقفها ،افتراضيات واقع نعيشه على اختلاف مريب أو محتمل الحدوث بعيد القدر : أكون بذلك سيد مصيرها تنبؤا، استشرافا و تقريرا وإخراجا لنهاية مولدة من رحم البدايات المختلفة، إذا هكذا تمسي الكتابة لدي في أرقى ثيماتها تحذيرا و تخذيرا و لو بحدس النزق المذعور ريبة في يقينياته المؤكدة..فحينما ياتي على سبيل المثال قانون 22-00 بحمولاته التكميمية المستقاة من كمامة كورونا و قد فاحت منه عفونة الكواليس المظلمة ، فهذا يعني أننا فئران تجارب لمشاريع قلة لا تمتلك الاقتصاد ، المال و القرارات السياسية فحسب، بل هي في صراعاتها الحزبية تشكل في المنظور الأخر مجرد سماسرة فرنسا التي أوحت بما يجعل المواطن المغربي مجرد أداة لجبر ضرر اقتصادها المهيكل على استنزاف شعوب ما وراء البحر و لن يتأتى ذلك الا على قاعدة اخرس ..... اذا الكتابة دعارة في ماخور السياسة الحالمة بجغرافية الضباع سيدتي
--- ألهذا فقط تكتب؟؟؟..أردفت القول ببسمة ساخرة ذكية /ساذجة
- عفوا نحن لا نكتب و إنما نغتصب الأوراق البريئة بفيض ما اكتنز في عمقنا من مشاعر السخط ...اننا الصوامت الغاضبة التي تخشى سوط الدولة عن جحيم رب الناس و الدولة .. غاضبون، موبوؤون ، لأننا لنا وطن مجهول الهوية و القدر و حتميات مشاعر العبودية التي تسكنه تؤرق أحراره في هوامش النبذ و الاحتراق .. بينما سائر العملاء الذين تسلقوا مجد الكلمة عبر بوابة الدين كما ترين ، لم يقدسوا التاريخ لاستلهام العبر بعثا لمجد الأمة سواء بالغيرةالرشيدة أوبقناعة مضمرة جياشة..لقطاء بلا ذاكرة كانت ايامها علينا فاجرة هاجرة ..
- الست ممن طبلوا بالكتابة الثيبة لهذا الاختيار يوم كان سيدهم لا يملك إلا الجلباب الذي يستر التبان...؟؟؟
- سيدتي خدعنا و يملؤنا الصمت جميعا وقد تربع في النبض عملاق ينادي بفك الارتباط بدل الالتصاق بمن يملكون مقص الاخصاء ...
يا له من ارتباط مهين مذل لمن يأتي بعدنا من أجيال محبطة يأسا داخل أرحامها...فمغرب ما بعد كورونا قد يجدد عهده بالتزام مشروع التحرر الذاتي و الإيمان بالحرية و الاستقلال التام جغرافية و فكرا ، عندئذ قد نكون بمقدراتنا أكفاء لصناعة حضارة مكتملة الأوصاف ...
ابنة القحبة ،غادرتني و سبتها تطن في أذني :
--- كم أنت صادق يا إبراهيم طوقان:
--- وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن لو كنت تبغى خيره لبذلت من دمك الثمن ولقمت تضمد جرحه لو كنت من أهل الفطن.--- -
لكنها لم تتعلم بعد حكمة لوركا شاعرا:
لا اريد ان اسمع ما يكررونه...من ان الموتى لا يفقدون دمهم... و ان الفم المتعفن يستمر في التماس الماء...لا اريد ان اعرف شهداء العشب.. و لا القمر في فم الثعبان..
محمد القصبي
في 11/05/2020 ...
بلقصيري
المغرب الاقصى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق