الاثنين، 30 مارس 2020

*** ماذا يبقى بعدك يا أنثى... الشاعر الجزار الأنيق

***  ماذا يبقى بعدك يا أنثى. ****

ماذا يبقى
من نخوتنا
حين يساق النهد بسوق ذكورتنا
حتى لا يُتْرَكَ حَبلكِ يا قاصرةً
فوق الغاربْ
آلا أونا  آلا دًوٍِي آلا ثري
بمزادات الإفلاس على
صوتِ شيوخ الدينِ 
إذا صاروا مأمورَ ضرائبْ
ماذا يبقى
برمادِ حريقِ طويلِ شواربِ كلِّ فحولتِنا
و قصيرِ الحَبلِ على
مِقدارِ رجولتنا الكاذبْ
ماذا يبقى
مِن حَمْد  اللهِ
إذا غَلَّفنا
أجمل ما خلق الله لنا
في خُمُرِ الأكياسِ بثلاجاث الموتى
كي نستُرَ عورتنا
كي لا نتعَفَّفَ عن موهِبةَ الواهِبْ
ماذا يبقى
من حرية الأرض أيا ذكرا
حين نُحيلُ القلمَ الأحمرَ  فوقِ شفاهِ الأنثى كالشمعِ الاحمرِ
كي تبقى كل شفاه النسوانِ ضميرَ الغائبْ
ماذا يبقى
بأنوثة هذي الأرض إذا
ان لم تَفتحْ  كل صباحٍ
عُلبَ المكياج و قارورة عطرِ
لتُحدِّثُ عنك الامشاطَ و مِكحلةَ العينِ و أحمرَ خديها
وتُناجي كل فساتينِ السهرةِ أيكما
سينالُ الحظ
ليرقص هذي الليلةَ في حضنِ حبيبي
أيكما سيكونُ الغائبْ
ماذا يبقى من كل عدالة هذي الأرض
إذا نامت باكيةً
واحتلَّ القمصانَ الشفافةَ و  الزهريةَ و الحمراءَ غبارٌ و عناكبْ
ماذا يبقى من سِحر الموسيقى
ومقامات  العودِ
و أوزانِ الشِّعرِ
إذا ما سقط الفنانونَ  بكعبكِ
يقتبسونَ مِنَ الخُلخالِ الطارِبْ
ماذا يبقى
في الدنيا
إن ادخلناكِ ببطن الحوتِ
وغياهبِ جُبِّ ذكورتنا
ماذا يبقى
تحت نواقيس الحُبِّ
سوى راهبانيةَ الراهبِ
ماذا يبقى من إنسانية الإنسانِ و   كل مشاعرِنا
من نَسْلِكَ ياذكرا
لو ما مرت هذي الانثى
من  صلبٍِ و ترائبْ
ماذا يبقى مني أنا
إن ذبلتْ عيناكِ
و ماذا يبقى
من لغتي
من شِعري
من كل أناقاتِ الجزارِ
إذا لم أكتبكِ
كما السكينِ على أعناقِ ذكورتهم
واغرزُ كل اظافركِ الحمراءَ بوجهِ الشرقِ العائبْ
ماذا يبقى
من كل حضارتنا
من كل  ثقافتنا
من مَدَنِيَّتِنا ان لم يَصدحْ
كعبُ حداءِكِ  فوق جماجمنا
أو لم يثقبْ كل رؤوسِ مشايخنا
لن يعترفَ الكونُ بأنَّكِ شمسٌ
ستظلينَ
كما النيزكِ مكسورا  من ضِلعِ كواكبْ
هذي أمراضُ الشرقِّ النفسيِة يا سيدتي
سيظل الدجَّال الذَّكرُ الأعورُ يقنعنا
كي لا تعلو
عيناكِ المعصوبةُ فوقَ العاصِبْ .

الشاعر الجزار الأنيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا أيها اللهي.. للشاعر القدير أ. عماد فاضل

& يا أيّها اللّهي & يغازل أسْوار المدى ويكابرُ ويخْتال في ثوْب الأنا وهْو قاترُ على نغْمة الإغراء يرقص ضاحكا وفي السَاحِة الحمْراء ...